ثقافة الحفاظ على النظام البيئى
استاذ هيدرولوجيا النظائر البيئية و دراسة مواقع محطات نووية
وكيل شعبة الرقابة الاشعاعية الأسبق
هيئة الرقابة النووية و الاشعاعية
Wafaasalem21@yahoo.com
يرجع أصل مصطلح النظام البيئي بالإنجليزية: (Ecosystem) إلى
اللغتين اليونانية القديمة واللاتينية، حيث إنّ كلمة (Eco) تعني البيت، ممّا يعني أنّ جميع الأجزاء موجودة معاً في حيّز ما، فيما أنّ كلمة نظام تعني أنّ هذه الأجزاء ليست متواجدة معاً فحسب وإنّما تتفاعل و تؤثّر في بعضها البعض.
ويُعبّر النظام البيئي عن مجتمع حيوي يضم مجموعةً من العوامل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية في موقع محدد بحيث تُشكّل بيئتها غير الحيّة؛ كالبركة، أو الغابة، أو الأرض العشبية، أو غيرها من البيئات التي يعيش فيها مجموعة من الكائنات الحية، بحيث يتفاعل كلّ كائن حيّ مع بيئته بطرق متعددة ويعتمد على أجزاء البيئة الأخرى،
فكلّ عامل في النظام البيئي يعتمد على عامل آخر بشكل مباشر أو غير مباشر، فأيّ تغيير يطرأ على درجة الحرارة فيه مثلاً سيؤثّر غالباً على النباتات التي ستنمو هناك؛ وبالتالي تتكيّف الحيوانات التي تعتمد على هذه النباتات مع التغيّر الذي طرأ، أو تنتقل إلى نظام بيئي آخر يُناسبها، أو تموت.
مكونات النظام البيئي
مكونات حية
تشمل المكوّنات الحيّة أو الحيوية في النظام البيئي؛ النباتات، والحيوانات، والفطريات، والبكتيريا، والتي يُمكن تصنيفها حسب مصدر الطاقة التي تحتاجها لتلبية متطلباتها الحيوية إلى ثلاث فئات رئيسية، وهي كالآتي:
المنتجات:
أيّ النباتات
الموجودة في نظام بيئي معين والتي تعتمد عليها باقي الكائنات الحية في غذائها
والحصول على الأكسجين اللازم لبقائها على قيد الحياة، حيث تقوم النباتات بعملية
البناء الضوئي بوجود ضوء الشمس ومادة الكلورفيل.
المستهلكات:
تضم المستهلكات الحيوانات آكلة الأعشاب التي تعتمد بغذائها بشكل كامل على النباتات، والحيوانات آكلة اللحوم التي تتغذّى على كائنات حية أخرى في النظام البيئي، وعلى الحيوانات التي تتغذّى على الأعشاب والحيوانات الأخرى.
المُحلّلات:
مثل الفطريات
والبكتيريا التي تتغذّى على المواد العضوية المتحلّلة وتُحوّلها إلى نيتروجين
وثاني أكسيد الكربون، حيث إنّها تُعيد تدوير العناصر الغذائية لتتمكّن المنتجات من
استخدامها مرّةً أخرى.
اما المكونات الغير حية
أو الغيرحيوية في النظام البيئي عبارة عن مجموعةً من العناصر الكيميائية والفيزيائية التي تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن نظام بيئي إلى آخر حيث تُسمّى بالعوامل المحددة؛ فهي تُحدّد وتُقيّد أعداد الكائنات الحية ونموّها وتنوّعها، ففي النظام البيئي المائي قد تشمل العوامل الغير حية درجة حموضة الماء، وضوء الشمس، والعكارة، وعمق المياه، والملوحة، والعناصر الغذائية المتاحة، والأكسجين المُذاب، بينما في النظام البيئي الأرضي فقد تشمل التربة بأنواعها، ودرجة الحرارة، وكميّة الأمطار، والرياح، والغذاء، والشمس.
وللتعرف أكثر على عناصر البيئة ومكوناتها فنجدا أن هناك عدة أنواع للنظم البيئية :-
1- النظم البيئية الأرضية ،،
تضم النظم البيئية الأرضية مثل المناطق الجغرافيةً والجيولوجيةً و يتمّ تصنيفها كالآتي:
الغابات:
يعيش في الغابات العديد من من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة التي تتأقلم وتتفاعل مع العوامل الغير حيّة في النظام البيئي، وتُساعد الغابات فى الحفاظ على درجة حرارة الأرض وتستهلك انبعاثات الكربون بشكل أساسي. ..
والمراعي:
تتشكّل المراعي بشكل رئيسي من الأعشاب والحشائش التي تُسيطر على الغطاء النباتي بشكل كبير؛ كالسافانا.
التندرا:
وهي المناطق التي تخلو من الأشجار، وتتميّز بمناخ بارد جداً، ففي معظم اوقات العام تكون مُغطاةً بالثلوج، حيث تتواجد هذه النظم البيئية في القطب الشمالي أو قمم الجبال.
الصحارى:
وهي نظم بيئية تنتشر في جميع أنحاء العالم، وتكون فيها الأمطار قليلةً جداً ونادرةً إلى حدّ ما، ويكون المناخ فيها حارّاً نهاراً وبارداً ليلاً.
2- النظم البيئية المائية ،،
فتتواجد النظم المائية في المسطحات المائية، ويُمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين :
نظام بيئي للمياه العذبة:
وهو نظام بيئي مائي يشمل البحيرات، والبرك، والأنهار، والجداول، والأراضي الرطبة التي لا تحتوي على الملح .
نظام بيئي بحري:
ويضم البحار والمحيطات، ويكون غنيّاً بالأملاح وأكثر تنوّعاً بيولوجيّاً مقارنةً بالنظام البيئي للمياه العذبة.
أسباب تغير النظام البيئي
يتكوّن النظام البيئي من جميع العناصر الطبيعية
الموجودة في بيئة معيّنة، والتي ترتبط فيما بينها بعلاقات محدّدة، وتواجه جميع
النظم البيئية تحوّلات طبيعية في مدى تنوّع ووفرة الكائنات الحية، فالتنوّع
البيولوجي ليس ثابتاً في البيئة حتى دون وجود تغيير من صنع الإنسان، إلّا أنّ
الأنشطة البشرية التي تتسبّب بتغيّر النظام البيئي والمناخ على كوكب الأرض جعلت من
الحفاظ على التنوّع البيولوجي تحدّياً، ولمواجهة هذا التّحدي ووضع خطط لحماية
التنوّع البيولوجي في ظلّ هذه التغيّرات السريعة يجب أن يتمّ فهم الطريقة التي
تستجيب فيها البيئة للظروف الجديدة.
ويجدر بالذكر أنّ هذه النظم البيئية تتغيّر تحت تأثير أحداث وعمليات طبيعية قد يكون لها تأثيراً مباشراً، كالظروف المناخية القاسية، مثل الأعاصير، والعواصف الثلجية، وتنتقّل الحيوانات بحثاً عن مناطق جديدة للسكن، واعتمادهم في غذائهم على الصيد من موارد هذه المناطق، ممّا يساهم في تقليل النباتات والحيوانات الموجودة فيها، إذ يعدّ سلوك الحيوانات المفترسة حدثاً طبيعياً، ولكنّه مع ذلك يمكن أن يغيّر النظام البيئي، وبالإضافة إلى ما سبق قد يؤثّر البشر كذلك بشكل مباشر على النظم البيئية، فإدخال الإنسان لأنواع جديدة من النباتات والحيوانات إلى نظام بيئي معيّن يمكن أن يسبّب تدمير هذا النظام.
وفيما يأتي بعض من أهمّ العوامل المباشرة التي أثّرت في النظام البيئي خلال السنوات الخمسين الماضية:
- تغيّر الغطاء الأرضي في النظم البيئية الأرضية : (Terrestrial Ecosystems)، وذلك بسبب تحويل الكثير من الأراضي إلى أراضي زراعية، وتطبيق التقنيات الزراعية الحديثة عليها لزيادة الإمداد من الغذاء والأخشاب، أمّا المناطق غير الملائمة للزراعة مثل الصحاري والغابات الشمالية فلم يؤثّر عليها الإنسان ويحوّلها.
- تغيّر النظم البيئية البحرية بسبب الصيد : (Marine Ecosystems)، تمّ استغلال ما يُقارب نصف المخزون من الأسماك البحرية المخصّصة للصيد التجاري، وقد امتدّ تأثير صيد الأسماك حتى وصل إلى المحيطات، بعد أن كان مقتصراً على المناطق الساحلية فقط.
- تغيّر المياه في النظم البيئية للمياه العذبة : (Freshwater Ecosystems)، قد تحدث تغيّرات في أنظمة المياه بسبب بناء السدود الكبيرة، أو نتيجة الكائنات الحية الغازية التي يمكن أن ينتج عنها انقراض لبعض الأنواع، أو بفعل التلوّث الذي قد يحدث لعدّة أسباب، منها ارتفاع مستوى المغذّيات في المياه.
العوامل غير المباشرة يوجد خمسة عوامل غير مباشرة تؤثّر على النظم البيئية، وهي: -
1- التغيّر السكاني: يشمل النموّ السكاني، وهجرة
السكّان، فقد تضاعف عدد سكان العالم في السنوات الأربعين الماضية، وكان معظم
النموّ السكاني في البلدان النامية، ومع ذلك فإنّ معدلات النموّ السكاني في بعض
البلدان النامية في الوقت الحاضر منخفضة للغاية، بينما تشهد بعض البلدان المتقدّمة
ذات الدخل المرتفع معدلات نموّ سكاني عالية بسبب الهجرة.
2- التغيّر في النشاط الاقتصادي: زاد النشاط الاقتصادي العالمي قرابة سبعة أضعاف في الخمسين عاماً الماضية، ومع نموّ دخل الفرد يتغيّر نمط الاستهلاك، ويزداد الطلب على العديد من خدمات النظم البيئية، والسلع والخدمات الصناعية.
3- العوامل الاجتماعية والسياسية: تشمل عمليات صنع
القرار، ومدى مشاركة العامّة فيها، فقد تمّ التوجّه نحو تمكين المجتمعات المحلية،
كما ازدادت نسبة الاتّفاقات البيئية الدولية في السنوات الأخيرة.
4- العوامل الثقافية والدينية: الثقافة هي القيم،
والمعتقدات، والمعايير التي تشترك فيها مجموعة من الأفراد، وتحدّد نظرتهم وتصوّرهم
للعالم، كما تقدّم مبادئ يمكن أن يكون لها تأثيراً مهماً على النظام البيئي، مثل
سلوك الاستهلاك عند الأفراد.
5- العلوم والتكنولوجيا: ساهم التقدّم الهائل في
العلوم والتطبيقات التقنيّة في زيادة الإنتاج الزراعي، ولكنّه في المقابل أدّى إلى
تدهور في خدمات النظم البيئية، فمثلاً ساهم التقدّم في تقنيات الصيد بشكل كبير في
نفاذ مخزون الأسماك البحرية.
قد تتسبّب التغييرات التي يُحدثها البشر في النظم
البيئية بتأثيرات كبيرة على الحيوانات، والنباتات، والكائنات الدقيقة، مثل إدخال
البشر لمسبّبات الأمراض أو الأنواع الغازية الغريبة إلى النظام البيئي، وإضافة
مواد سامّة أو مغذّيات زائدة، أو التسبّب في تغيّر المناخ، ممّا يؤدّي إلى تغيّر
التنوّع الحيوي، والسلسلة الغذائية، والنظم البيئية كاملة، وتستجيب الكائنات الحية
لهذه التغييرات بطرق مختلفة مثل الانخفاض أو الإفراط في أعداد الكائنات الحية و قد
تستجيب بعض الكائنات الحية للتغيّر البيئي بانخفاض أعدادها و يؤدّي إلى انقراض بعض الأنواع، بينما في المقابل قد
تزداد أعداد كائنات أخرى بشكل مفرط، ممّا يتسبّب بإحداث مشكلة، فمثلاً يؤدّي فرط
المغذّيات أو ارتفاع درجات حرارة الجوّ إلى تحفيز تكاثر الطحالب الضارّة.
ان التطوّر السريع لبعض الكائنات الحية مثل
كائنات المياه ، فمثلاً قد تتكيّف العوالق الصغيرة التي تتوفّر بأعداد كبيرة في
البحار، مع البيئة المتغيّرة في غضون بضع سنوات، وذلك لأنّ مدّة بقاء كلّ جيل منها
على قيد الحياة بضعة أيام فقط، إذ تتغذّى
عليها الأسماك والحيوانات الأخرى، لأنّه يحفظ هذه الكائنات من الانقراض عندما
تتغيّر بيئتها.
ويؤثّر
المناخ على المراحل الرئيسية من دورة الحياة الموسمية للعديد من الكائنات، مثل:
الهجرة، والإزهار، والتكاثر، فمثلاً قد تسبّب الحلول المبكّر لفصل الربيع في منطقة
ما في التعشيش المبكّر لنحو 28 نوعاً من الطيور المهاجرة، كما غيّر 16 نوع من بين
23 نوعاً من الفراشات في منقطة أخرى من العالم توقيت هجرتها، ونظراً لاختلاف
الكائنات في قدرتها على التكيّف فإنّه ينتج اختلاف في توقيت الهجرة والتكاثر
بينها.
ثقافة الحفاظ على البيئة
المحافظة على البيئة مصطلح يوصف العلاقة بين الإنسان والبيئة فهى علاقة تبادليّة، أي أن كلا الطرفين يؤثر ويتأثر بالآخر، فعندما تكون عناصر البيئة صحية ونظيفة فهذا ينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان ورفاهيته، والعائلات والمجتمع بكل أطيافه واقتصاده.
يؤثر الإنسان بدوره على البيئة، فإن نشاطاته لا زالت تُساهم في تدهور البيئة وتدميرهامثل الاكتظاظ السكاني، والتلوث، واحتراق الوقود الإحفوري، وإزالة الغابات، إذ يؤدي ذلك إلى إحداث تغيرات في المناخ، وإلى تآكل التربة، وانخفاض جودة الهواء المحيط وجودة المياه الصالحة للشرب، والتي تقود بدورها إلى مجموعة من الهجرات الجماعيّة وربما إلى حدوث صراعات على مصادر المياه النظيفة، ونتيجة لذلك، أصبحت حماية البيئة والتنمية المستدامة لمواردها الطبيعيّة هدفاً مُشتركاً بين مختلف دول العالم اليوم، وتحقيقاً لهذه الأهداف، فقد تم تبني مجموعة من الشروط والأحكام الدولية عالمياً من قبل دول العالم المتعاونة فيما بينها في هذا الشأن، فاليوم أضحت الإجراءات الدولية المتعلقة بحماية البيئة والحفاظ عليها مُعترف بها قانونياً على الصعيدين، المحلي والعالميّ.
ان الجهات المسؤولة عن المحافظة على البيئة تقع مسؤولية المحافظة على البيئة على عاتق الجميع من أفراد، وجماعات ومؤسسات، وقد لا يبدو الأمر سهل التطبيق أحياناً، فقد تتعارض الإجراءات اللازمة لحماية البيئة مع كسب الإنسان، وربح المؤسسات المالي، لذا لا بدّ من محاولة استخدام الأدوات الصحيحة والمنطق السليم، ووضع مجموعة من الحوافر المُشجعة للمؤسسات الملتزمة وسنّ بعض القوانين المُساعِدة، وذلك من أجل الوصول إلى أفضل صيغة تعاون بين جميع فئات المجتمع،
ويمكن تصنيف فئات المجتمع المسؤولة عن المحافظة على البيئة إلى:
-
مسؤولو الدولة والمؤسسات المحلية إذ تضم معظم دول العالم وكالات حكومية واتحادية
مسؤولة عن حماية الجودة البيئية، ويعتمد مستوى فاعليتها على مقدار التمويل المالي
والدعم السياسي الذي تتلقاه من حكومات بلادها، إذ تعتبر هذه الوكالات حليفاً مهماً
في معظم الدول المتقدمة وبعض الدول النامية، والمهتمة بشؤون البيئة والحفاظ عليها.
-
المنظمات البيئية المحليّة والدوليّة
والعالميّة: تعد المنظمات المحلية أكثر فعاليّة في شؤون البيئة الواقعة ضمن نطاقها
الجغرافي، فهي أقدر على تحديد القضايا المتعلقة ببيئتها، والاستراتيجيات الأنسب
لاتباعها في منطقتها، أما المُنظمات الدوليّة والعالميّة مثل نادي سييرا (Sierra Club) ومنظمة غرينبيس
أو منظمة السلام الأخضر
(Greenpeace)، وأصدقاء الأرض، والصندوق
العالمي للطبيعة، فهي منظمات ذات وجود قانوني أي لها مؤسساتها الخاصة وحصتها من
التمويل المالي، والموارد اللازمة لخوض معارك طويلة من أجل الحفاظ على البيئة.
-
نشطاء المجتمع: تكون مسألة الحفاظ على البيئة
واحدة من عدة مسائل أخرى تتبناها هذه الفئة، ويبرز دورها القوي بشكل جوهري عندما
تبرز على الساحة أحد القضايا المتعلقة بالبيئة.
-
المتضررون بشكل
مباشر من تلوث البيئة: وتشمل هذه الفئة عدداً من المجموعات وهي: الأشخاص الذين
يرتبط كسب عيشهم بشكل مباشر بالبيئة، كالخشابون والصيادون، والذين يرون في النشطاء
البيئيين أعداء لهم، على الرغم من أن كلا الفئتين مهتمة بجودة البيئة، ويمكن
التعامل مع هذه الفئة من خلال توضيح الأمور بشكل أفضل، فحماية البيئة ستعني حماية
مصدر رزقهم، كحماية الحياة المائية والأسماك وجودتها، وبالتالي ستصبح هذه الفئة
مهتمة بالمحافظة على البيئة تماماً كما النشطاء في هذا المجال.
-
الأشخاص الذين
تتعلق أعمالهم بجودة البيئة أو دراستهم بالبيئة، كعلماء الأحياء البرية، وعلماء
النباتات وبقية علماء أشكال الحياة المختلفة ومأمورو الغابات والأحراش،
والهيدرولوجيون، وخبراء الصحة العامة، إذ ترتبط هذه الفئة بجودة البيئة بشكل كبير،
ويمكن لأفرادها تقديم الكثير من المعلومات القيّمة والمُرتبطة بالبيئة.
-
الأشخاص الذين
يعتبرون البيئة مكاناً للترفيه والدعم الروحي، كصيادي الأسماك والطيور وغيرها من
الحيوانات والأشخاص الذين يستمتعون بالهواء الطلق، فيمتلك أفراد هذه الفئة الرغبة
والدافع للحفاظ على الحياة البرية، وحماية جودة الحياة الطبيعيّة.
-
المعماريون ومطورو البرامج الصديقة للبيئة، إذ
يختص أفراد هذه الفئة بأمور الأبنيّة الخضراء وبتشجيع المجتمع عليها، وبالإضافة
إلى الاطلاع على أمور البيئة الطبيعيّة وتلك التي يتم تصميمها.
-
الشركات
والمؤسسات: يمتلك أصحاب هذه الشركات والمؤسسات وعياً ودرايّة بأهميّة الحفاظ على
البيئة، ويكون ضمن نظامها المؤسسي عدد من القوانين المتعلقة بالبيئة، ويمكن العمل
على إقناع بقية المؤسسات باتباع نهج المؤسسات الأخرى من خلال الحوافز، أو من خلال
وضع مجموعة من القوانين الملزمة لها، ويجب العمل على كسب أصحاب الشركات والمؤسسات
في قضية الحفاظ البيئة، فهم سيشكلون حليفاً قوياً لمثل هذه القضايا.
-
الأشخاص المطلعون على آثار جودة البيئة من عدمها
على حياتهم: يجب إيصال الأمور المُتعلقة بالبيئة للجميع من خلال نشر الوعي
والتعليم، فقد تصل المياه، والأغذيّة، والهواء إلى بعض البيئات النظيفة من مصادر
غير معروفة وملوثة، مما يؤثر على هذه المناطق سلباً، فلا بدّ من إيلاء هذه الأمور
قدراً أكبر من الاهتمام، لأن الماء والهواء النظيفين أفضل لصحة الأفراد.
ويعود الحفاظ على البيئة بالعديد من الفوائد
من أهمها الحفاظ على صحة المجتمع وأفراده، بالإضافة إلى وفرة الموارد والمساحات المفتوحة، كلها تعد من العوامل البيئية الرئيسيّة المؤثرة في صحة الأفراد وبناء مجتمع صحي.
ان الحفاظ على موارد المجتمع، كالموارد المائيّة، ينعكس أمر بقائها نظيفة على جودة البيئة وغيرها من ضرورات الحياة.
تحسين جودة الحياة بشكل أكبر، فكل مجتمع بما يتمتع به من طبيعة جذّابة وفرص للراحة والإسترخاء، هو مجتمع تبدو فيه الحياة أكثر راحة لسكانه، فالبيئة الجيدة تقلل من التوتر وتزداد فيها فرص التفاعل، مما يعني حياة أفضل للمجتمع.
فالعيش ضمن مجتمع ذي طبيعة خلابة وأبنية ذات تصاميم بديعة يُساهم في تحسين الصحة، ونوعية الحياة، وتعزيز الفخر بالانتماء، مما يُشجع الناس على الحفاظ على مجتمعهم مادياً واجتماعياً.
وجذب الاستثمارات والمشاريع الصديقة للبيئة الجديدة، والحفاظ على قوام المجتمع الاقتصادي، فالمجتمعات المهتمة بشؤون البيئة والحفاظ عليها هي مجتمعات صحية للعمل والعيش..
ويجب على الجهات المعنية نشر التوعية المستمرة للحفاظ على البيئة وخاصة الاطفال....
والى ان نلتقى فى حوار آخر و ثقافة أخرى.
إعداد وتقديم
أ.د.وفاء محمد مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق