القائمة الرئيسية

الصفحات

 

المشروعات الصغيرة 2

بقلم مهندس/ محمود فوزى   
8273@eng.asu.edu.eg
المشروعات الصغيرة

تكلمنا في المقال السابق عن المفاهيم والتعاريف التي حددت مفهوم الصناعات الصغيرة الحجم وكذلك اختلاف المعايير أو الأسس الاقتصادية التي استخدمت في تحديد إطار الصناعات أو المشروعات الصغيرة بهدف تمييز هذه الصناعات عن الصناعات الأخرى المماثلة لها كمعيار القوى العاملة المستخدمة في هذه المشروعات أو معيار رأس المال المستثمر في الصناعة أو معيار المبيعات المتحققة أو مؤشر التكنولوجيا المستخدمة أو مؤشر الملكية التي تنتمي إليها هذه الصناعات.

سوف نتحدث عن المقال الثاني الخاص بهذا الموضوع

ثانيا – خصائص ومزايا المشروعات الصغيرة

تتصف منشآت الاعمال الصغيرة بالعديد من الخصائص والمزايا الكبيرة وتجعلها أكثر ملائمه للحالة الاقتصادية لبعض الدول بل تكون أكثر ملائمه لطبيعة النشاط الاقتصادي ذات العلاقة التشابكية في قطاعات معينه داخل الدولة نفسها ويمكن اجمال الخصائص بالآتي:

(1)   سهوله التأسيس:

سهولة التأسيس
تتميز هذه المنشآت بانخفاض قيمه راس المال المطلوب لتأسيسها وتشغيلها وبالتالي محدودية القروض اللازمة والمخاطر المنطوية عليها، مما يساعد على سهوله تأسيس وتشغيل مثل تلك الشركات او المؤسسات، ومن ثم اداه فعاله لجذب مدخرات الافراد وتوظيفها في المجال الإنتاجي. 
كما تتميز بسهوله اجراءات تكوينها وتتمتع بانخفاض مصروفات التأسيس والمصروفات الإدارية نظر لبساطه وسهوله هيكلها الاداري والتنظيمي، وجعلها في اغلب الاحيان بين الإدارة والتشغيل.

(2)   استقلاليه الإدارة ومرونتها:

استقلاليه الإدارة ومرونتها:

تتركز اداره معظم المنشآت الاعمال الصغيرة في شخص مالكها او مماليكهم لذلك فهي تتسم بالمرونة والاهتمام الشخصي من قبل اصحابها لتحقيق أفضل نجاح ممكن لها ويترتب على ذلك بساطه التنظيم المستخدم وسهوله التزود بالاستشارات والخبرات الجديدة. 

كما يترتب على ذلك انخفاض التكاليف الإدارية والتسويقية والتكلفة الثابتة (كالإيجار والاستهلاكات)، وكذلك انخفاض الاجور المدفوعة للعاملين، فهي تؤدي تلقائيا الي ميزه البيع بأسعار اقل نسبيا، وبالتالي اغراق السوق بكميات كبيره من السلع والخدمات من خلال سهوله الاتصال بالعملاء. 

ويترتب عليها ايضا نقص الروتين وقصر الدورة المستنديه والاوراق المكتبية وارتفاع مستوى فعالية الاتصالات وسرعه الحصول على المعلومات اللازمة للعمل. 

واتباع المنشاة لخطط واضحة وسياسات مرنه واجراءات عمل مبسطه وتتميز هذه المنشآت بارتفاع مستوي العلاقات الشخصية في النشاط الاداري اليومي سواء داخل المنشاة من التقارب او الاحتكاك المباشر بين اصحاب هذه المشروعات والعاملين لديها.

ويكون لهذا التقارب داخل منشآت الاعمال الصغيرة أثر مباشر في زيادة انتاجيه العامل. 

وايضا تتحقق في هذه المنشاة علاقات شخصيه في المحيط الخارجي من خلال العلاقات الشخصية التي تنشا بين صاحب او مدير المشروع الصغير و العملاء وكذلك مع البيئة المحيطة بالمشروع، ويكون لذلك أثر مباشر في المحافظة على سوق هذه المنشاة بل تنميتها ايضا.

(3)   أتاحه فرص العمل:

اتاحة فرصة العمل
بسبب استخدام هذه المنشآت اساليب انتاج وتشغيل غير معقده، فانها تساعد على توفير فرص العمل لأكبر عدد من العاملين، كما تتيح التقارب والاحتكاك المباشر بين اصحابها والعاملين لديهم، والاطلاع على اوضاع العاملين وتقريب العلاقات الشخصية والإنسانية بينهم مما ينعكس ايجابا على انتاجهم، وذلك بسبب نشوء روح الفريق والأسرة العاملة الواحدة. 
وتتيح هذه المنشاة فرصا كبيره للعمالة بمستويات متدرجه من المهارات بتكلفه راس ماليه منخفضه، وبذلك تكفل امتصاص قوي العمل بمختلف مهاراتها وبمستويات انتاجيه مختلفة.

(4)   القدرة على التكيف مع التغيرات المستحدثة:

يؤدي انخفاض تكاليف الفنون الإنتاجية وبساطتها ومرونة الإدارة والتشغيل الي تسهيل عمليه تكيف منشآت الاعمال الصغيرة مع متغيرات التحديث والنمو والتطور, وبصفه خاصه فيما يتعلق بتلبيه رغبات واذواق المستخدمين, بعكس المؤسسات الكبيرة التي يصعب عليها تغيير خطط وبرامج وخطوط انتاجها , وتتمثل قدره منشآت الاعمال الصغيرة علي التكيف مع المتغيرات في القدرة علي تغيير تركيبه القوي العاملة او سياسات الانتاج او التسويق او التمويل في مواجهه التغيرات السريعة او العميقة دون التردد مما يساعدها في التغلب علي التقلبات او الدورات الاقتصادية او غيرها. 

زيادة القدرة على التجديد والابتكار خصوصا في فنون تميز السلع والتعبئة والتغليف بسرعه حسب حساسيات ورغبات السوق وبمعدل قد يتفوق على نظيره في المشروعات الكبيرة احيانا. 

سهوله وحريه الدخول والخروج من السوق لانخفاض نسبه الاصول الثابتة الي الاصول الكلية في اغلب الاحيان، ارتفاع نسبه راس المال الي مجموع الخصوم وحقوق اصحاب المشروع وبالتالي سهوله اتخاذ قرار الدخول او الخروج. 

سهوله تحويل المشروع الصغير الي سيوله دون خسارة كبيره وفي مده زمنيه قصيره، فهذه المنشاة تمتلك المرونة الكافية لتعديل السياسات وسرعه اتخاذ القرارة وتحقيق الاتصالات مقارنه مع المنشاة الكبيرة.

(5)   التدريب الذاتي:

التدريب الذاتي:
تعتبر هذه المنشآت مراكز تدريب ذاتيه لأصحابها والعاملين فيها بالنظر لممارستهم اعمالهم باستمرار وسط عمليات الانتاج وتحمله المسئوليات التقنية والتسويقية والمالية، مما يحقق اكتسابهم المزيد من المعلومات والمعرفة والخبرات، الامر الذي يؤهلهم لقياده عمليات استثماريه في المستقبل تفوق حجم مؤسساتهم الحالية، ومن ثم فهي تعتبر مجالا خصبا لخلق وتنميه فئة المنظمين التي هي الاساس في زيادة الاستثمارات الناجحة وتوسيع فرص التنوع في المقدرة الإنتاجية.

(6)   ارتفاع جوده الانتاج:

بالنظر لاعتماد المنشاة الصغيرة على مجالات عمل متخصصة ومحدده فان انتاجهم يتسم في الغالب بالدقة والجودة لان الدقة والجودة هما قرينتا التخصص وتركيز العمل، وذلك لان العمل في المؤسسات الصغيرة يعتمد على المهارة الحرفية وتصميم الانتاج وفقا لأذواق المستهلكين وتبدلاتهم في المدي القصير. 

يساعد على ذلك وجود حوافز على العمل والابتكار والتجديد والاستعداد للتضحية وتحمل المخاطر والرغبة في الانجاز وتحقيق الاسم التجاري مع الشهرة، مما يؤدي الي زيادة الربح نتيجة زيادة حجم الاعمال والمبيعات. 

وايضا يساعد الاتصال الشخصي بالزبائن والعملاء على دقه وسرعه التعرف على الاحتياجات وتبادلاتها.

(7)   الطابع المحلي:

تشبع هذه المنشآت حاجات كلا من المستهلك النهائي والمستهلك الوسيط المحلي ويحكمها في ذلك تواجه هذه المنشآت في الغالب سوقا محدودة اذ تلبي رغبات عدد محدود ومميز من المستهلكين بما يسمح بتغطية سريعة للسوق والتعرف على عادات الشراء ونماط الاستهلاك. 

تمتلك هذه المؤسسات القدرة على اشباع حاجات العديد من المشتريين من مناطق بعيده عن السوق من خلال الاتصالات المباشرة والنشطة لصاحب راس المال، وايضا من خلال الاسعارالمنافسه مقارنه مع نظائره من كبار المنتجين. 

تقدم هذه المنشآت سلع وخدمات لأصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة في صوره احجام وعبوات صغيره لإشباع حاجاتهم الأساسية بأسعار رخيصة، كما تتبع نظام البيع الاجل بامان نسبي نظرا لقدرتها على معرفه ظروف العملاء وامكانيتهم المادية نتيجة الاتصالات المباشرة الدائمة معهم.

(8)   تحقيق الانتشار الجغرافي للتوطن الصناعي:

تحقيق الانتشار

تعتبر هذه المنشآت وسيله لانتشار التوطن الصناعي جغرافيا من خلال الانتشار الجغرافي للمنشاة الصناعية التي تسود فيها روح المنافسة، فهي اداه لأحداث التطور الاجتماعي والاقتصادي ذلك لان الحرفيين وصغار الصناع يتركزون في المناطق الحضرية، نظرا لصغر حجم المنشئات الصغيرة فانه يسهل توطينها بالقرب من المناطق التي توجد فيها مدخلات الصناعات الصغيرة. 

وهذه تعمل غالبا كمنشآت او نقاط جذب لصناعات اخري جديده، وهكذا تعمل المنشآت الصغيرة في توسيع رقعه التنمية الصناعية وانتشارها وما يتبع ذلك من تطور صناعي وحضاري.

(9)   قصر فتره الاسترداد لراس المال المستثمر:

تتميز هذه المنشآت بارتفاع معدل دوران البضاعة والمبيعات وارقام الاعمال مما يمكنها من التغلب على طول فتره الاسترداد لراس المال المستثمر فيها ويقلل بالتالي من مخاطر الاستثمار الفردي فيها، ومع ذلك فان فرص التوسع والتجديد في تلك المنشآت تكون ضعيفة وذلك لان انخفاض حجم الربح المتحقق فيها يؤدي الي ضعف قدرتها على تجنيب جزء من الارباح يستخدم لأضافه استثمارات جديده للمشروع. 

او يخصص لإعادة بناء او تجديد المشروع، ويعد ذلك عيبا جوهريا في آلية النمو للمنشاة الصغيرة، وخصوصا انها تعتمد على التمويل العام او الحكومي.

إعداد وتقديم

م. محمود فوزى

هل اعجبك الموضوع :
author-img
مجلة ثقافية اجتماعية فنية (مستقلة)

تعليقات

التنقل السريع