القائمة الرئيسية

الصفحات

تعريف السر وأخفى في القرآن الكريم .. خواطري القرآنية (بقلم/ أ.د. نبيل بلاسي)

        

تعريف السر وأخفى في القرآن الكريم ..

خواطري القرآنية

      بقلم أ.د/ نبيل بلاسي
الرئيس الاسبق لمركز المعامل الحارة.. 
       بهيئة الطاقة الذرية

جاءت كلمة الجهر في القرآن الكريم أربع مرات كما في  الآيات التالية...

لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) النساء

وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)الأعراف

إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)الانبياء

إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)الأعلى

بينما جاءت كلمة السرّ مرتين اثنتين في القرآن الكريم في الآيتين التاليتين...

وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)طه

قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)الفرقان

قال الطبري وآخرون :

القول  في تأويل قوله تعالى : وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)

يقول تعالى ذكره: 

وإن تجهر يا محمد بالقول، أو تخف به، فسواء عند ربك الذي له ما في السموات وما في الأرض

فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ

)يقول: فإنه لا يخفى عليه ما استسررته في نفسك، فلم تبده بجوارحك ولم تتكلم بلسانك، ولم تنطق به وأخفى.

ثم اختلف أهل التأويل في المعني بقوله (وأخْفَى) فقال بعضهم: معناه:

وأخفى من السرّ، قال: والذي هو أخفى من السرّ ما حدّث به المرء نفسه ولم يعمله.

قال: السرّ: ما عملته أنت وأخفى: ما قذف الله في قلبك مما لم تعمله.

قال: أخفى: الوسوسة، زاد ابن عمرو والحارث في حديثيهما: والسرّ: العمل الذي يسرّون من الناس.

انتهى قول الطبري ورفاقه...

وكنت قبل أن أبحث في الموضوع عن آراء المفسرين قد حسمت رأياً واحداً مختصراً 

في قول الله تعالى (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى) أي أنه يعلم ماتجهرون به وما تسرون به للآخرين أو لأنفسكم ....

وأما قوله تعالى (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) أي أنه يعلم ماتسرون به للغير أو لأنفسكم 

وهو(السربكل معانيه) كما ويعلم  (الغيب) الذي هو (أخفى من السر)  

والذي هو من علم الله منفرداً ولا يشاركه في علمه أحد ولا يعلمه إلا هو ..

وأضيف فأقول أن الله قد أفاض على بعض من عباده المخلصين من الأنبياء والرسل بأن أعلمهم شيئاً من الغيب 

مثل  يوسف وعيسى ومثل من اصطفي من عباده مثل العبد الصالح  صاحب موسى..

الخلاصة مما سبق أن الجهر هو مايجهر به الإنسان ويقوله أو يفعله علناً... 

وأما السر فهو مايسر به ويخفيه بينه وبين القلة من البشر  وأقلهم واحد غيره... 

أو مايسر به بينه وبين نفسه فلا يعلم به أحد من البشرغيره ويعلمه الله بالطبع.. 

ومايخفى عن الجهر فهو السر بنفس التعريف السابق.. 

ولكن الذي هو أخفى من السر فهو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل واختص به نفسه باستثناء إرادته سبحانه وتعالى في إعلام بعض الأنبياء والمصطفين من خلقه ببعض الغيب لتزكيتهم عند أقوامهم.. 

مع اعترافهم جميعاً بأن ذلك الفضل إنما هو من عند الله.. 

وهذا هو الجديد في تعريف السرّ وما هو أخفى من السرّ... 

ولقد وجدت أثناء بحثي ان هناك آية تتحدث عد هذه المسميات الثلاث الجهر والسر وماهو أخفى من السر الذي هو الغيب..

(قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) (33)

يعلم غيب السماوات والأرض (الغيب) ويعلم ما تبدون اي (الجهر) ويعلم ما كنتم تكتمون وهو (السر) بين المرء ونفسه أو بينه وبين غيره....

والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله...

والله أعلى وأعلم..وللحديث بقية.

إعلانات جمهور وأسرة المجلة من هنا

دعوة للعمل لقاءات


لمشاركة اعلانك بصفحات المجلة (01062255748) أو إضعظ هنا

فضلا ، قوموا بنشر المقال على وسائل التواصل الإجتماعى، فقد يكون شخصاً فى حاجة إليه

وإن كان لديكم أى إستفسار حول أى مما ورد فى المقال، لا تترددوا فى ترك تعليق بأسفل المقال، وأسرة الموقع سوف تقوم بالرد عليكم فى أسرع وقت إن شاء الله

إعداد وتقديم

  أستاذ دكتور/ نبيل بلاسى

الرئيس الاسبق لمركز المعامل الحارة.. بهيئة الطاقة الذرية

هل اعجبك الموضوع :
author-img
مجلة ثقافية اجتماعية فنية (مستقلة)

تعليقات

التنقل السريع