ألم وأمل
(ألم وأمل) تشابهت حروف الكلمات .. وتَبَدَّل ترتيبها .. فكان الفارق كالذى بين الظلام والنور ، وهكذا تتبدل بنا الأحوال بين عشية وضحاها.
فلا أمان ولا ضمان ، ولا دوام لحزن أو فرح، أو فقر او غنى، أو صحة او سَقَم.
فقد أبت نواميس الكون أن تعطى بلا حرمان، او تمنح بلا خذلان.
فلا تقسوا على نفسك يا صديقى، إنها الحياة.
فأنت بالفطرة، عندما تضحك من قلبك..تصمت لبرهة، وبيقين تقول..اللهم اجعله خير.
و عندما تمر بضيق يناشدك هاتف، وتقول بثقة وأمل.. «ان مع العسر يسرا».
حقاً،، فأنا أستشعر ألمك ؛:
استشعر ألمك حين أَعْطَيتَ حبا .. وجَنيتَ جفاء.
استشعر المك حين عملت بجهد وتفانى .. وترقى اصحاب الأمانى الظرفاء.
استشعر ألمك حين صدعت بحق .. فتكاتل عليك الجُبناء.
استشعر ألمك .. بفقد عزيز ، وغدر صديق ، ويوم تخلى عنك الرفيق.
نعم استشعر ألمك لحظة ظُلمت فعجزت عن الرد .. ولحظة بُليت بحمقٍ فَتَرَفَّعتْ .
أستشعر ألمك حين منحك الله علماً .. فَكَرموا الضعفاء.
وحصلت على تقديرٍ .. فعينوا الوسطاء.
وحين سعيت لرزقٍ .. فعرقل طريقك السفهاء.
لا تحزن يا صديقى إنه كَبد الحياة.
وتذكر "عيد الأضحى" هذا .. اعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات.. وكيف خَلَّد الله به أروع القصص ..نعم..، تذكر نبى الله ابراهيم عليه السلام .. وتخيل مقدار الألم والحزن الذى لحق بقلب أب، لحظة اختبار من الله .. وانظر كيف كان الفداء والعوض والفرج، مرتبطا بالثقة والأمل والتسليم لله.
وصلاة وسلاماً على من علمنا الأمل وحسن الظن بالله.. عندما قال لصاحبه وهما فى شدة الغار .. بعد ألم الخذلان ، من الأهل والخلان... إذ يقول نبينا محمد(ص) لصاحبه {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}(التوبة40)، وقال (ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
وانظر بعمق وتعجب من صنع خير البشر.. وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يغرس في أصحابه التفاؤل والأمل، والثقة واليقين بنصر الله عز وجل، ويعدهم ويبشرهم بفتح الشام وفارس واليمن، وهم فى أشد الأزمات
وعند حفر الخندق، وكان فيه صخرة لم تأخذ فيها المعاول، فجاء رسول الله (ص).
فأخذ المعول ثم قال: باسم الله، فضرب ضربة، فكسر ثلث الحجر، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا،
ثم قال: باسم الله، وضرب أخرى، فكسر ثلث الحجر، فقال: الله أكبر، أُعْطيتُ مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا،
ثم قال: باسم الله، وضرب ضربة أخرى، فقلع بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا).
ولما بشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بهذه البشريات قال المنافقون: إن محمداً يعدنا بكنوز كسرى وقيصر، ولا يأمن أحدنا أن يخرج إلى قضاء حاجته.. ومع ذلك نصر الله عز وجل المسلمين في غزوة الأحزاب انتصاراً عظيما، وتحقق لهم كل ما بشرهم به النبي صلى الله عليه وسلم.
وكثير من القصص التى لا تُحصى ولا نستطيع حصرها فى مقال واحد ،
فلا تحزن يا صديقى إنها الحياة.
وهذه هى طبيعتها.. بدموع تعتصررها الألم، وتعلق يملأه الأمل، تداعبنا الحياة. فيا ترى لمن تكون الغلبة فى النهاية لل(الأمل أم الألم)!؟!
إعداد وتقديم
مهندس/ محمد علام
01062255748
(تعريف بالكاتب) مهندس/ محمد عبد الرحمن علام
* مهندس بقسم التصميم الكهربى (بدرجة مدير إدارة)
تعليقات
إرسال تعليق