يا بلدنا يا حلوة (1)
ميدان التحرير حواديت و ثورات
يتزين ميدان التحرير لاستقبال حدث عالمي فريد و هو موكب المومياوات الملكية في رحلتها من المتحف المصري بميدان التحرير الي متحف الحضارة في الفسطاط
و ميدان التحرير .. هو اكبر ميادين مصر حاليا .. و اشهرها طبعا .. و دي مش مبالغة لو قلنا انه يعتبر حاليا الاشهر علي مستوي العالم .. و ده طبعا مؤخرا بعد حدوث ثورة 25 يناير 2011 فيه ..
الثورة اللي مهما اختلفنا عليها .. هتفضل اهم احداث الفترة اللي فاتت .. و الاكثر تاثيرا في حياة المصريين و العرب كمان.
ميدان التحرير ... او ميدان الاسماعيلية كما اطلق عليه عند انشاءه .. سموه الاسماعيلية نسبة الي الخديوي اسماعيل .. و اللي غرامه بباريس خلاه امر بان يكون الميدان اللي هيحمل اسمه .. زيه زي ميادين شارل ديجول و الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.
الميدان اللي كان زمان يعتبر نهاية القاهرة .. القاهرة الخديوية اللي عملها الخديوي اسماعيل بعد عودته من فرنسا سنة 1867 .. و بعد ان تم الاتفاق مع " هوسمان " مخطط باريس علي ان يقوم بتخطيط الضاحية الجديدة .. و كانت البداية من الميدان .. " ميدان الخديو اسماعيل " ..
و الرابط بين ثكنات الجيش علي النيل و قصور الملوك و الامراء و العائلة المالكة .. و قصر عابدين .. مقر الحكم .. اللي عرابي وقف قدامه اثناء ثورته الشهيرة ( لاحظوا موضوع الثورة ده ) .
ميدان الخديو اسماعيل كان نقطة التقاء اهم شوارع وسط البلد ( و مازال ) .. شارع القصر العيني .. الجلاء .. رمسيس .. طلعت حرب .. و كمان الطريق الي كوبري قصر النيل .. يعني الاتجاه الي الضفه الاخري من المدينة ( المهندسين و الدقي و الجيزة ) .
نرجع تاني للميدان .. ميدان الخديو اسماعيل .. اللي اتغير اسمه الي ميدان الاسماعيلية في عهد الملك فؤاد اللي حب يخلد ذكري والده اسماعيل باشا .. بس الناس اطلقت علي الميدان – شعبيا – اسم ميدان التحرير ... علشان ثورة 1919 اللي كانت بتنادي بالتحرر من الاستعمار .. و شهد الميدان اجزاء من هذه الثورة و المسيرات الغاضبه .. و كلنا فاكرين صور القسيس و الشيخ .. و عاش الهلال مع الصليب .
جاءت ثورة يوليو 52 لتطلق اسم التحرير رسميا علي الميدان .... الصورة بتبين شكل الميدان في السبعينات .. و باين في الصورة قاعدة تمثال .. القاعده دي عملها الملك فؤاد علشان يحط عليها تمثال لوالده الخديو اسماعيل .. في الوقت اللي اتغير فيه اسم الميدان الي الاسماعيلية زي ما لسه قايلين ..
بس عمل القاعده .. و ملحقش يتعمل التمثال .. جه فاروق و حب يكمل المشوار .. تمثال في ميدان الاسماعيليه للخديو اسماعيل .. و تمثال لابوه الملك فؤاد في ميدان عابدين تخليدا برضه لابوه .. و يربط الميدانين ببعض .. تم وضع تمثال فؤاد .. بس ملحقش يحط تمثال اسماعيل لان الثورة قامت .. ثورة 52 ..
و اصبحوا من العهد البائد طبعا .. و فضلت قاعدة التمثال في ميدان التحرير فاضيه .. استعملوا القاعدة في احتفالات الثورة .. كانت مكان بيتحط فيه شعلة الثورة .. و دي شعلة بتيجي من اسوان كل سنه و بتمر بكل محافظات الوجه القبلي و تتحط علي القاعدة ايذانا ببدء احتفالات الثورة ..
و بعدين فكر البعض في عمل تمثال يتحط علي القاعده للزعيم الخالد جمال عبد الناصر مفجر ثورة 52 (كتب التاريخ دايما تنسي الرئيس محمد نجيب .. معلش ) ..
المهم ان الزعيم عبد الناصر مات قبل ما التمثال يخلص .. انشغلت مصر بحرب 73 .. و بعد النصر و معاهدة السلام .. قرروا عمل تمثال للرئيس البطل انور السادات بطل الحرب و السلام .. و عقبال ما جهزوا التمثال .. كان اتقتل في المنصه ... و فضلت القاعدة خالية .. لحد ما اتشالت مع اعمال تطوير الميدان .. و بداية اعمال مترو الانفاق ..
و انور السادات هو اللي احيا مشروع مترو الانفاق و هو اللي امر بعمل الهيئة العامة لمترو الانفاق .. اول مرحلة افتتحت بعد وفاته بست سنين و كانت من التحرير ( اللي هي السادات ) لحلوان .. و التانيه من التحرير (اللي هي السادات ) للمرج ..
فطبيعي اننا نسمي المحطة باسم السادات بدل التحرير .. و اسم السادات اطلق ايضا علي الميدان لفترة طويلة ... رحم الله الزعيم الخالد بطل الحرب و السلام و ومعمر مصر بعد حروبها الطويلة .
رجع اسم التحرير للميدان بعد رحيل الرئيس السادات .. الميدان اللي بيجمع بين العديد من المباني المهمة جدا .. المتحف المصري ( الانتيكخانة ) اللي افتتح سنه 1902.. مجمع التحرير .. و ده اتبني بعد ثورة 52...
مين فاكر فيلم الارهاب و الكباب .. مبني الجامعه الامريكية ..اللي اتبني سنة 1920 .. كمان مبني وزارة الخارجية القديم... كمان في مسجد عمر مكرم .. و ده جامع جديد مبني في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بس علي انقاض مسجد قديم من عصر المماليك و بالتحديد من عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون ..
كمان من اشهر و اقدم المباني في الميدان .. مبني المجمع العلمي .. و ده مبني من 1880 .. و كان معمول بأمر من نابليون بونابرت .. كان في مكان تاني و اتنقل للمكان الحالي .. المبني ده اتعرض زي ما كنا فاكرين للحريق اثناء احداث مجلس الوزرا في ديسمبر 2011 ..
و كان بيحتوي علي اندر و اقدم الكتب .. السبب المعلن من انشائه ايام نابليون كان نشر و دعم الثقافة و العلم .. انما السبب الحقيقي هو البحث التفصيلي و معرفة كيفية استغلال علوم و موارد مصر لصالح المحتل الفرنسي .
يضم الميدان ايضا العديد من الهيئات الحكوميه .. الجمعيات و الرابطات الخاصة .. المقاهي .. المدارس زي مدرسة الراهبات اللي قريب من عبد المنعم رياض .. كمان من الناحية التانيه بيلحم مع جاردن سيتي بفيلاتها و هيئاتها الدبلوماسية .. و من ناحية النيل .. مبني جامعة الدول العربيه اللي ياما كان قدامه وقفات احتجاجيه .. يوم مناهضة الاحتلال الامريكي للعراق في 2003 .
الميدان كان شاهد علي ثورة الخبز 18 و 19 يناير 1977 ضد الفقر و الغلاء .. اللي كانت في عهد انور السادات و اللي اتهم فيها الشيوعيين بمحاولة قلب نظام الحكم .. و سماها انتفاضة الحرامية .. و قام فيها باعتقال طلاب الجامعات و النشطاء (برضه) و العمال و الموظفين.
وقبلها بسنين و ياللمصادفة .. في 25 يناير (ثورة برضه) بس سنة 1972 خرجت الالاف من طلبة الجامعه في مظاهرات ضد الاحتلال الصهيوني للاراضي العربيه .. ده كان في عهد السادات ..
و قبلها بسنين كان الميدان مهد للثورات اللي قامت ضد المحتل الانجليزي سنة 1935 .. الكلام ده كان في اواخر عهد الملك فؤاد ... الميدان في وقتها كان من اجمل ميادين العالم .. لما القاهره خدت لقب اجمل و انضف مدينة في دول البحر الابيض المتوسط سنه 1925
و الي لقاء قادم باذن الله
تعليقات
إرسال تعليق