القائمة الرئيسية

الصفحات

لا يوجد قلبين في جوف الرجل فماذا عن جوف المرأة .. خواطري القرآنية (بقلم/ أ.د. نبيل بلاسي)

          

لا يوجد قلبين في جوف الرجل فماذا عن جوف المرأة

خواطري القرآنية

   بقلم أ.د/ نبيل بلاسي(رحمه الله)
الرئيس الاسبق لمركز المعامل الحارة.. 
       بهيئة الطاقة الذرية

يقول الله تعالى في سورة الأحزاب

مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

ما فسر به العلماء في مختلف كتب التفسير يدور بين قولين الأول أنه كان رجل من قريش يسمى من دهائه ذا القلبين، فأنزل الله هذا في شأنه. والثاني تكذيب قوم من أهل النفاق، وصفوا نبيّ الله صلى الله عليه وسلم بأنه ذو قلبين، فنفى الله ذلك عن نبيه وكذّبهم ....

ولكنني قد استوقفني اختصاص الرجال بالوصف في الآية دون النساء  وكذلك ذكر مكان القلبين أنهما في الجوف وليسا في الصدر وهو المكان الطبيعي لقلب الإنسان وحتي الحيوان حتى وإن كان الصدر أحد مكونات جوف الإنسان أي أن الصدر بالنسبة للإنسان خاص في احتوائه القلب وأما الجوف فهو بالنسبة للقلب أعم وأشمل  فسألت نفسي لماذا ؟؟؟؟؟!!!!

هل هذا يعني أن المرأة يمكن أن يجعل الله لها قلبين أو أكثر في جوفها.. إذ أن الامر في الآية الكريمة يختص بالرجال دون النساء؟؟؟!!!

والحقيقة أن المرأة يمكن أن يكون في جوفها أكثر من قلب.. فأول قلب هو قلبها الذي في صدرها والصدر هو جزء من جوف المرأة.. ويمكن لوكانت تحمل في رحمها جنيناً فله قلب.. والرحم جزء من الجوف .. فأصبح في جوفها قلبين .. ويمكن أن تكون ثلاثة قلوب أو أربع أو أكثر من ذلك في حالة أن تحمل في رحمها اثنين أو ثلاثة أو أكثر من الأجنة لكل منها قلب..

ويتجلى إعجاز القرآن اللغوي في أن الله تعالي قال "في جوفه".. ولم يقل" في صدره".. إذ لو قيل في صدره لاشتمل الأمر على الرجل والمرأة على السواء.. ولكن الله أراد أن يختص الرجال وحدهم بالآية لأن الآية كلها مخاطب فيها الرجال.. إن من يقول إن زوجته هي عليه كظهر أمه.. 

ومن يقول عن من يربي من الأولاد الذين ليسو من صلبه والذين هم أدعياؤه يقول عنهم أنهم أبناؤه.. فهؤلاء كمن له قلبين في جوفه تشبيها لأن القلب هو محل العاطفة قلب يعامل المرأة على أنها زوجته وقلب يعاملها على أنها أمه وكذلك له قلب يدرك تماماً أن الأدعياء ليسوا أبناءاً له وله قلب آخر يقول أنهم أبناؤه .. 

فجاء النص لتحريم ذلك والتأكيد على أن للرجل قلب واحد في جوفه يجب أن تكون المشاعر فيه واضحة صحيحة جلية.. وإلا لكان الله قد خلق له قلبين في جوفه يقلب كلاهما كيف يشاء.. وهذا ما نفته الآية الكريمة بوضوح تام..

والمعجز أيضا هو قول الله تعالى "من قلبين" ولم يقل "قلبين" فالقول "قلبين" يوقف العدد علي اثنين ولا يمتد لغيرهما.. أما القول "من قلبين" يجعل العدد بدءاً من قلبين فأكثر فيشمل ثلاثة وأربعة وخمسة...إلخ  وهو ما يتفق مع حال ما تحمل المرأة في جوفها ( أي رحمها) من أجنة...

والله أعلى وأعلم...

وللحديث  بقية...  

أ.د./نبيل عرفات بلاسي

دعوة للعمل لقاءات


لمشاركة اعلانك بصفحات المجلة (01062255748) أو إضعظ هنا

فضلا ، قوموا بنشر المقال على وسائل التواصل الإجتماعى، فقد يكون شخصاً فى حاجة إليه

وإن كان لديكم أى إستفسار حول أى مما ورد فى المقال، لا تترددوا فى ترك تعليق بأسفل المقال، وأسرة الموقع سوف تقوم بالرد عليكم فى أسرع وقت إن شاء الله

إعداد وتقديم

  أستاذ دكتور/ نبيل بلاسى(رحمه الله)

الرئيس الاسبق لمركز المعامل الحارة.. بهيئة الطاقة الذرية

هل اعجبك الموضوع :
author-img
مجلة ثقافية اجتماعية فنية (مستقلة)

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. ما شاء الله لا قوة إلا بالله، تفسير جميل يتسق مع المنطق. رحم الله ا.د. نبيل البلاسي

    ردحذف

إرسال تعليق