القائمة الرئيسية

الصفحات

الحلقة الاولى من سلسلة (لـوّن حياتـك) ( بقلم/ د. م. نادية سراج)

لـوّن حياتـك


العلاج بالألوان ومفهومه
وما هي القدرة العلاجية للألوان وطرق العلاج

بقلم دكتورة مهندسة/ نادية سراج
artegy@yahoo.com
أستاذ مساعد الهندسة البيئية - فنون جميلة عماره داخليه


العلاج بالألوان هوعلاج قائم على أساس تأثرنا بالألوان بطرق مختلفة ، حيث تستخدم الألوان كوسيلة لتصحيح أي خلل أو حالة عدم الاتزان التي تطرأ على جهازالطاقة الداخلي بأجسامنا والذي يؤدي إلى متاعب نفسية أو متاعب جسمية أو بدنية .

الإنسان هو معجزة الله الأبدية على هذا الكوكب الثمين الذي نعيش عليه، والتأمل فيه وفيما حوله من طبيعة يصل بنا إلى حقيقة مؤكدة نوجزها في الجمل التالية وهي:


إن الجزء مرآة للكل، والكل مرآة للجزء، الصغير يمثل الكبير، والكبير يناظر الصغير أحيانا يبدوان متطابقين، وأحيانا يبدوان متضادين، ولكن الجميع يبدون مثل جوقة تتغنى بجمال هذا الكون.

والجسد البشري ما هو إلا قطعه أو آله بديعة الصنع، ذاتية الإصلاح، تعطينا دوما التشخيص الصحيح لها، والطب الشرقي القديم والذي يرتبط بعدة حضارات منها الحضارة المصرية والصينية والهندية القديمة يؤكد أن الكائنات الحية التي من ضمنها الإنسان، تمتلك قدره طبيعية على مقاومة عوامل المرض والتعامل معه.. وهذه القدرة عرفت عند الحضارات القديمة بالطاقة الحيوية الذاتية، أو قوة الشفاء الذاتية، ووفقا لهذا يتم التعامل مع جسم الإنسان من خلال الموازنة بين ثلاثة أبعاد هي العقل والجسد والنفس.

 

القدرة العلاجية للألوان 

الضوء عبارة عن طاقة وينقسم الضوء إلى الوان مختلفة وأن كل لون يمتلك طاقة مشعة مختلفة عن طاقة اللون الآخر ، وأيضاً على حسب الاعتقاد الطبي الهندي القديم بأن أجسامنا تمتلك جهازاً داخلياً للطاقة تتركز فيه الطاقة في سبعة مراكز هي مراكز الطاقة والتي تسمى في الطب الهندي تشاكراز او شكرات وكل مركز منها يرتبط بعضو أو بجهاز معين من الجسم ويرتبط بطاقة لونية معينة يتأثر بخاصيته المشعة وتسري خلاله.

ويستطيع المعالج بالألوان تحديد نوع الطاقة اللونية الناقصة من خلال اختبارات معينة وبناء على ذلك يتم تزويد الجسم بهذه الطاقة الناقصة بطرق علاجية مختلفة وذلك بسبب الانتظام والاتزان لمراكز الطاقة السبعة وهو ما يؤدي إلى معالجة المرضى وهذا ما يسمى العلاج بالألوان  .

ماهو اللون؟

اللون ليس مجرد جزء لا معنى له، بل هو الضوء والطاقة، اللون شيء مرئي ينعكس وينحني وينكسر عبر جميع الجسيمات. وله تأثير كبير علينا في الكثير من الأوقات، إن لم يكن معظمها، وأحد الأمثلة على الطريقة التي يمكن أن يؤثر بها الضوء علينا هو شكل خفيف من أشكال الاكتئاب يعرف باسم الاضطراب العاطفي الموسميSAD  والذي يسبب معاناة العديد من الأشخاص خلال فصل الشتاء وشعورهم بالكآبة والحزن غير المبرر.

 العلاج بالألـــوان

فهم طبيعة العلاج بالألوان يساعدنا على التواصل مع أنفسنا ومشاعرنا. قديما قال الحكماء أخبرني ماذا تأكل أخبرك من أنت

ومن أهم الأساسيات أو المبادئ التي اعتمدت عليها العلاجات الشرقية القديمة أن العالم الذي نعيش فيه يحتوي على العديد من الطاقات والمؤثرات التي لا تدركها حواسنا لمحدودية قدرتها على تلقي تلك الإحساسات، حيث تقع مجالات الطاقة التي يستقيها الإنسان من العالم المحيط ضمن نطاقات معينة، فالحياة بأكملها ما هي إلا طاقه بحالاتها المتباينة أو بدرجات اهتزازية مختلفة تؤثرعلى وجودنا وحياتنا.

وبناءا على ذلك يمكننا أن نستنتج أن الطاقة هي عنصر أساسي في العلاجات الشرقية القديمة والتي من ضمنها الريكي والفونغ شوي والإيروفيدا، والعلاج بالألوان، وسوءا تم استقطابها من أشياء حية أو تم التعرض لها مباشرة بغرض تحقق الشفاء.

إن أجسامنا وأنفسنا وعقولنا كتب لا تزال في انتظارمن يقرأها بتواضع ورحابة صدر، وهذا ما حاولنا تحقيقه من خلال هذا المقال للتعرف على تفاصيل حول بعض العلاجات الشرقية القديمة وطرق تطبيقها ومدى ارتباطها بجسم الإنسان..

عبر سنوات طويلة تم استخدام العلاج بالألوان كعلاج بديل يستخدم الألوان وقوتها لعلاج المشاكل النفسية التي يمر بها الكثير من الأشخاص. وقد أثبت هذا العلاج فاعليته في نواحي كثيرة، نذكر منها سبيل المثال:

·                   يمكن أن يساعد العلاج بالألوان في تهدئتك حتى تتمكن من استعادة توازنك النفسي.

·        في حالة الاكتئاب أيضاً يمكن أن تمنحك الألوان طاقة عالية لتساعدك في تحسين مزاجك.
هذا النوع من العلاج يستخدم الطيف المرئي للضوء واللون أيضاً، وتأتي فكرته من أن كل لون يقع في تردد واهتزاز معين، وهو يساهم في خصائص معينة يمكن استخدامها لإحداث تأثير على الطاقة والترددات في أجسامنا.

متى بدأ العلاج بالألوان؟

الفراعنة أول من استخدم العلاج بالألوان منذ آلاف السنين. بدأت بعض البلدان في البحث عن طاقة الألوان واكتشاف قدراتها العلاجية. وتشتهر كل من مصر، اليونان، والصين بتجاربهم في العلاج بالألوان، حيث استعانوا بهذا النوع من العلاج في:

·                   طلاء الغرف بألوان مختلفة حسب الحالة العلاجية

·                   استخدام ألوان الطبيعة في المنازل والشركات والمدارس، الأزرق من السماء والأخضر من العشب.

·         استخدموا غرف العلاج التي تستخدم بها البلورات لتفريق ضوء الشمس الساطع.
وعلى الرغم من أن المجتمعات العربية تميل إلى تفضيل الطب المؤسسي الحديث، إلا أن العديد من الباحثين اهتموا بدارسة الخصائص العلمية للضوء ونذكر منهم “Johann Wolfgang    Goethe”  الذي درس التأثيرات الفسيولوجية للضوء. وإلى الآن لم يكتسب العلاج بالألوان مكاناً في الطب، لكن هناك احتمال قوي بأن تكون له مكانته الخاصة يوماً ما بمجرد أن تكتمل الأبحاث والدراسات حوله.

التأثيرات النفسية للألوان

عند الحديث عن العلاج بالألوان لا بد من الإشارة إلى أن لكل لون تأثيره الخاص به، ولذلك فإن المعالجين يستخدمون الألوان حسب الحالة التي يودون معالجتها، فيختارون اللون الذي يكون تأثيره مناسباً لهذه الحالة.. وفيمايلي لمحة عن بعض الألوان الأساسية وتأثيرها في علاج حالات مُعينة:
الأخضر
الأخضر هو اللون الأكثر توازناً بين جميع الألوان. عادةً ما يعتبر معالجو الألوان اللون الأخضر هو اللون الأكثر أماناً ويبدؤون العلاج بالألوان به. عندما تشعر بالحزن أو اليأس أو الاكتئاب، فإن اللون الأخضر يمكن أن يحسن مزاجك. لذا ننصحك باللجوء دوماً إلى الطبيعة والاستمتاع بلون والأعشاب والأشجار فلونها له تأثير سحري على المزاج والحالة النفسية.
الأزرق
يساعدك اللون الأزرق على التعبير عن مشاعرك، ويرتبط بالمشاعر الداخلية. الأزرق هو لون بارد يمكن استخدامه لمساعدتك على أن تصبح أكثر هدوءاً واسترخاء. لذا يتم اللجوء إليه كطلاء في غرف نوم الأطفال.

 الأصفر
يمكن استخدام اللون الأصفر في العلاج بالألوان لجلب الطاقة للتركيزوالتشجيع على العمل. هذا اللون يمكن أن يجعلك تشعر بالسعادة. ويدفعك لأن تظهر ذكاءك وحكمتك، ولهذا السبب نجد اللون الأصفر هو المفضل لدى مدراء وأصحاب الشركات.
 البرتقالي
يشير إلى الوفرة والمتعة والرفاهية، ويمكن استخدام البرتقال للتحفيزوفتح الشهية ، حيث ينشطك ويعطيك طاقة نفسية متزايدة. يمكن أن يزيد من الشعور بالترابط بين عقلك وجسدك.
 الأحمر
اللون الأحمر أكثر تحفيزاً من البرتقالي، ويؤثر على النواحي العاطفية، لذلك لا يستخدم اللون الأحمر ولا الأشعة تحت الحمراء لشخص يعاني من اضطرابات عقلية شديدة. وينصح بتجنب استخدامه في طلاء المنازل أو غرف النوم.
 الأرجواني
يرتبط اللون الأرجواني بقوة بالجمال والروحانية والنعيم. وفي العلاج بالألوان، غالباً ما يتم استخدام اللون البنفسجي على الجبين والرقبة لإثارة مشاعر الهدوء والاسترخاء.

 

اما التأثيرات العلاجية للألوان  فالكل نوع من الألوان تأثير خاص به في عالم العلاج بالألوان وتأثيراتها فهل فكرت مرة في أصول الألوان وتأثيراتها على أجسامنا؟
في هذا المقال سنتعرف على الألوان وتأثيرها وكيف يمكن أن تؤثر على الصحة؟

الأحمر

  • مرتبط بالحيوية ومحفز .
  • يستخدم لتدعيم الطاقة الحيوية والنشاط الجنسي .
  • اللون المضاد : التركواز

البرتقالي

  • مرتبط بالسعادة والمرح .
  • يستخدم لمقاومة الاكتئاب وعلاج آلام الكلية .
  • اللون المضاد : الأزرق

الأصفر

  • مرتبط بالوظائف الذهنية .
  • يستخدم في مساعدة التركيز والتحصيل وتخفف الروماتيزم والتهاب المفاصل .
  • اللون المضاد : البنفسجي .

الأخضر

  • مرتبط بالطبيعة ويمثل النقاء والتوافق ويستخدم كمداوٍ عام لمساعدة اتزان الجسم .

التركواز

  • لا يرتبط بمركز طاقة معين من المراكز السبعة ويستخدم كملطف
  • ويفيد في الأمراض الالتهابية كالتهاب المفاصل .
  • اللون المضاد : الأحمر .

الأزرق

  • مرتبط بالاتصال فهو يفيد في تقوية العلاقات الاجتماعية والمهارات الكلامية.
  • اللون المضاد : البرتقالي

الارجواني

  • وهو اللون الأحمرالمزرق يرتبط بالنفس العليا ولذا فإنه اللون المرتبط بمركز التاج فهو لون الشرف والكرامة .
  • يستخدم لتعزيز احترام النفس ومقاومة اليأس وعلاج الأمراض النفسية ، ويستخدم في علاج ” الصفراء ” حديثي الولادة .
  • اللون المضاد : الأصفر

 

كيفية تشخيص اللون الناقص 

من المهم في بداية العلاج بالألوان تشخيص اللون الناقص ويحدث ذلك عن طريق

  • ملاحظة لون الهالة : الهالة عبارة عن طاقة كهرومغناطيسية كونية تحيط بالجسم او تشع منه ومن خلالها يمكن معرفة الألوان الناقصة التي يحتاجها الجسم .
  • تصوير الهالة : عن طريق نوع من التصوير الذي يسمى ( كيرليان ) ويمكن للمعالج دراسة الصورة ومعرفة اللون الناقص .
  • الاتجاه التقليدي : يلجأ بعض المعالجين إلى التشخيص من خلال أسلوب تقليدي حيث يناقش التاريخ المرضى والحالة الشعورية ويسأل عن مستوى الطاقة على مدار اليوم.
  • ملاحظة ألوان الجسم: يعتمد بعض المعالجين على تحديد لون كرة العين ولون البراز ولون البول .
  • طريقة الكروت : حيث يتم استعراض مجموعة من الكروت الملونة أمام عيني الشخص والذي يبدي عادة ميلاً فطرياً تلقائياً تجاه لون معين فيكون هو اللون الذي يحتاجه الجسم .

طرق العلاج بالألوان 

هناك طرق كثيرة لتزويد أو شحن الجسم بطاقة اللون الناقص مثل عمل حمام ضوئي بهذا اللون او تناول ماء مختلط بطاقة هذا اللون .

  • طرق العلاج بالألوان في المنزل : يمكنك في المنزل أن تعالج نفسك بالألوان أكثر من طريقة معتمداً على اختيارك الفطري للون الذي تحس من داخلك بحاجتك إليه وبتأثيره المساعد لك على الاسترخاء والارتياح ومن هذه الطرق :- 
  • التنفس اللوني : هذه الطريقة تعد نوعاً من التأمل أو من التصور الذهني ، حيث يتصور المتأمل أنه يتنفس لوناً معيناً ويغمر اللون جسمه ويعيد توازن الطاقة .
  • الحمام اللوني : بعدما حددت اللون الذي تحتاجه جهز مصباحاً بنفس اللون واسترخي تحت هذا الحمام اللوني او يمكنك عندما تتوجه إلى أشعة الشمس تجاه نافذتك أن تضع ورق سليفان بنفس اللون المرغوب على زجاج النافذة واسترخي تجاه الضوء النافذ .
  • تناول الماء الملون من طرق العلاج بالألوان : تسمى هذه الطريقة بطريقة قوس قزح حيث يُجر ماء محمل بطاقة اللون من خلال تعريضه لأشعة الشمس ثم تناوله .
  • ألوان الملابس والديكور : إن ألوان الملابس تؤثرعلى حالتنا المزاجية ويمكن باختيار ألوان معينة أن نحفز مشاعرنا على أن تمضي في اتجاه معين . فالألوان الزاهية تقاوم الاكتئاب وتساعد في اكتساب الثقة بالنفس والألوان الهادئة تقاوم إحساسنا بالتوتر والانزعاج .

رأي الطب التقليدي في العلاج بالألوان 

في مدرسة الطب التقليدي لا يوجد دليل علمي يؤكد فكرة العلاج بالألوان وأغلب الأطباء لا يؤيدون وجود مراكز للطاقة تؤثر على الجسم حتى ولو كانت تصويرية .

وإذا كان أغلب الأطباء يتفقون على وجود تأثير للألوان على النفس والمشاعرأو الحالة المزاجية إلا أنهم لا يتفقون على وجود تأثيرات ايجابية لها في مقاومة الأمراض العضوية .

في كل مكان ننظر إليه بوعي أو دون وعي نرى الألوان طوال الوقت، في عالم الطبيعة، وفي المنازل، في السيارات التي نقودها والملابس التي نرتديه..

وفي الختام..
حتى الآن، لم تكشف الدراسات عن أي دليل موثوق حول ما إذا كانت الألوان تؤثر علينا وكيفية تأثيرها. وكانت قد كشفت مراجعة عام 2004 للدراسات حول استخدام الألوان في إعدادات الرعاية الصحية بعض المشاكل المثيرة للاهتمام مع المفاهيم الكامنة وراء العلاج بالألوان. ونذكر من النقاط التي وردت بها:
 -
لا يوجد رابط مباشر بين ألوان معينة وتحسين الصحة.
 -
من المحتمل أن يكون هناك ارتباط بين اللون والمزاج أو الحالة النفسية، لكن لوناً معيناً لايرتبط مباشرة بمزاج معين.
-
اللون يغير الطريقة التي نتصور بها ونتصرف ولكن كيف يؤثر ليس واضحاً.

-التفكير في تأثير الألوان على حالتنا النفسية هو تبسيط مبالغ به لعلاج ربما يكون تأثيره أكثر تعقيداً مما نتخيل.

 

 

الى اللقاء فى الحلقة التالية للمتابعة ومعرفة المزيد

                                                             تحياتى

                                                              د. نادية سراج

فضلا وليس أمرا، قوموا بنشر المقال على وسائل التواصل الإجتماعى، فقد يكون شخصاً فى حاجة إليه

وإن كان لديكم أى إستفسار حول أى مما ورد فى المقال، لا تترددوا فى ترك تعليق بأسفل المقال، وأسرة الموقع سوف تقوم بالرد عليكم فى أسرع وقت إن شاء الله  

إعداد وتقديم

د. م./ نادية سراج

(تعريف بالكاتب) د. ناديه محمود احمد سراج
رقم الهاتف : 01001734037
البريد الالكترونى : artegy@yahoo.com
الوظيفة الحالية : أستاذ مساعد الهندسة البيئية
التخصص : دكتور مهندس تصميم عماره داخليه – هندسة بيئية
المؤهل العلمى :
- بكالريوس فنون جميله قسم العمارة الداخلية – جامعة حلوان
- دبلوم الهندسة البيئية 1998– جامعة عين شمس (تقدير ممتاز )
- ماجستير الهندسة البيئية 2001– جامعة عين شمس ( تقدير جيد جدا )
- دكتوراه الهندسة البيئية 2005– جامعة عين شمس ( تقدير جيد جدا )
– مدرس الهندسة البيئية 16/5/2011
- أستاذ مساعد الهندسة البيئية 2016 ( التصميم البيئى للمنشأت الأشعاعية )
اعداد الدليل المبسط للمهندسين ( لتصميم اقسام الاشعة بالمستشفيات )

 

 

هل اعجبك الموضوع :
author-img
مجلة ثقافية اجتماعية فنية (مستقلة)

تعليقات

التنقل السريع