القائمة الرئيسية

الصفحات

   

خوارزميات التجسس

بقلم مهندسة/ فاطمة العدلانى        
      
خوارزميات التجسس

بتطور العالم التكنولوچي الهائل نستطيع تصنيف علم هندسة الاتصالات أنها هي المستقبل ولكن، لعلم الاتصالات مجالات عديدة 

منها الشبكات ولمجال الشبكات كذلك مجالات عديدة بداية من بناء الشبكة لحمايتها والحفاظ عليها ضد الاختراق وهو علم شاسع جدا لا يستطيع مقال من بعض كلمات.. الإلمام بالخطر ككل ولكن لاستيعاب الموقف الذي يعيشه العالم من الاختراق بعد التطور المذهل نذكر بعض الأفكار في رحلة لعلم التجسس وماهيته ،

هندسة الشبكات 

فرع من فروع علم الاتصالات ، يمثل عامل أساسي وقوي في تكنولوچيا التطور التي إذا لم يتم التواكب معها بشكل دوري وسريع سيكون العالم أشبه بكوكب كبير منعدم الخصوصية .

وبدون مبالغة في فكرة انعدام الخصوصية سيتم شرح ماهية ذلك ، 

فوجود شيء من الهواتف الذكية وبطاقات الدفع الذكية (كريدت كارد ) والأجهزة الإلكترونية بنطاق أوسع في نفس المكان المتواجد به الفرد هي اختراق للخصوصية بشكل لا يُصدق من تسجيل تحركات وسلوكيات الفرد علي كل التطبيقات ، ومازال مجال تكنولوچيا الشبكات كل يوم في تقدم .

ومنذ زمن قريب و حدث في أرض الواقع فضيحة (كامبريدچ أناليتكا وفيسبوك ) الذي تسرب بسببها معلومات ملايين المستخدمين ، 

والأمر لم يكن مجرد طفرة فقد تكرر ذلك مع شركة جوجل بلاس ، ومنها تم استيعاب أن شبكات الانترنت تعلم عن الناس مالم يعلموه عن أنفسهم ذاتهم ،

ومع أن اختراق خصوصيات البشر ليس أمرا هينا إلا أنه من الصعب جدا الآن التخلي عن مواقع التواصل أو عن استعمال البحث في جوجل أو إغلاق حساب عليه ،هل تعلم لماذا ؟!

خوارزميات التجسس
كانت دائما تُقال فكرة أن التكنولوچيا جزء من حياتنا ولكن حاليا أصبحت حياتنا هي التي مجرد جزء من التكنولوچيا .

ولدينا أهم ما قاله مسئولين شركة فيسبوك (هدفنا هو ربط العالم والمجتمعات ولكن لا تنسي أن شركة فيسبوك أيضا إعلانية في النهايه) حتي أنه لاستيعاب الوضع نذكر أنه حوالي ٩٨ في المائه من أرباحهم تأتي من الاعلانات وذلك يتطلب بالطبع استخدام المعلومات وبيع اهتمامات المستخدمين .

ويكون ذلك باستخدام خوارزميات رياضية ومعادلات فيسبوكية تفهم اهتمامات المستخدم بدءا من مكالمات ماسنچر لمكالمات الهاتف لصور الواتساب والانستجرام وحتي الرسائل وليس فقط ذلك ولكن أيضا المواقع التي تبحث عنها علي جوجل ، 

كل شركات الاتصال المجتمعي وايضا التطبيقات بها تتبع بصمات المستخدم وقراءة خوارزمية لاهتمامات وسلوكيات الفرد للتوصل لاستهدافه ، 

فمثلا فيسبوك يتتبع تحركات المستخدمين بصرف النظر عند فتح الموقع أو لا ، ويعتمد علي تفسير سلوكيات المستخدم حتي لو كان الحساب وهمي فمجرد تتبع اهتماماتك من إعجاب ونشر واتصال كل ذلك يفي بالغرض للتحويل لمعادلات استهداف لها علاقة باهتمام الفرد المالك للحساب بإعلانات تناسب اهتمامه ،

ولم يتوقف الأمر كذلك ولكن الدقة قد تدهشك حين تعلم أنه من الممكن استهداف إعلانات لفئة من الناس علي نطاق خمسة أميال !!!

وكما قال آلان جرين الباحث في علم الخصوصية ( إعلانات فيسبوك دقيقة جدا فقد يتيح للمعلنين استهداف اهتمامك مباشرة )

قد يتساءل البعض وما الخطر في استهداف اهتماماتي بإعلانات مباشرة ؟!!

الخطورة ببساطة تكمن في استخدام الخوارزميات الرياضية والذي قال عنها دكتور ميكال من جامعة ستانفورد بعد عدة أبحاث بمجال الخوارزميات التي تخترق اهتمامات المستخدمين ( الاعلانات لا تظهر بشكل عشوائي لكل الناس ) وهو من المعتنقين لفكرة انعدام الخصوصية في القرن الواحد والعشرين.

وفي أرض الواقع أشهر وأقرب مثال لقدرة الخوارزميات و يستخدمه كل المستخدمين لفيسبوك هي اختبارات تحليل الحساب فيمكن تحديد عُمر ونوع واهتمامات المستخدم ،كما يُصنف الشخصية إذا كانت مِقدامه ، أنانية ، شجاعة ، وغير ذلك .

ولأن فكرة الانترنت منذ بدايته تعتمد علي انعدام الخصوصية فقد قال أريك شيمدت المدير التنفيذي لشركة جوجل ( إذا كان لديك ما لا تود أن يطلع أحد عليه ، فلا تفعله من الأساس ) .

الأمر ومع خطورته الظاهره إلي الآن فقد يبدو أقل خطورة بالنسبة للتطور القادم ، هل تتخيل أن الخوارزميات الرياضية للذكاء الصناعي في جوجل قد يستطيع الاتصال لحجز مقعد لك في مطعم ؟!

نحن الآن علي وشك الذهاب لعالم ستكون به أفكارنا متاحه للجميع !!

والعالم ومع انسياقه للتطور مندفع وراء التكنولوچيا الحديثة وقد تكون غير بعضها غير ضرورية بالدرجة التي يمكن التخلي علي سياقها الخصوصية الفردية .

الآن ومع التطور المذهل اليومي لتكنولوچيا الانترنت ،ماذا تتوقع عن شكل المستقبل ! في الواقع الأزمة الحقيقية هي أجيال الغد التي لا تأبه كثيرا مدي خطورة انترنت الأشياء.

إعداد وتقديم

  مهندسة / فاطمة العدلانى


م. فاطمة العدلانى .. طالبة بكلية الهندسه الجامعة الروسية

هل اعجبك الموضوع :
author-img
مجلة ثقافية اجتماعية فنية (مستقلة)

تعليقات

التنقل السريع