قصر الزعفران
صورة ترجع لزمن بناء القصر (١٨٦٤-١٨٧٢م)
هو قصر الوالده باشا خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل، سراي الزعفران "مقر إدارة جامعة عين شمس حالياً" او "جامعة إبراهيم باشا سابقاً" بناه الخديو إسماعيل سنة ١٨٦٤م
على أنقاض قصر الحصوه فى العبّاسيه وكان ثمن الأرض التى بنى عليها القصر٢٥٠٠ جنيه مصرى وعهد إلى مغربى بك الاشراف على بناء القصر حيث أنه كان أحد المهندسين الذين ابتعثهم الخديو اسماعيل للدراسه فى فرنسا ولذلك يوجد تشابه بين قصر الزعفران وقصر فرساي.
نقشت الأحرف الأولى للخديو إسماعيل على واجهة القصر وابوابه الخارجيه والداخليه والتى مازالت باقيه الى الان،وفى سنة ١٨٧٢م أعتلت صحه الوالده باشا ووالدة الخديو إسماعيل وزوجة المرحوم القائد إبراهيم باشا إبن الوالي محمد على باشا الكبير ونصحها الأطباء بالعيش فى مكان ذو هواء نقى وجاف وهو ماكان يتمتع به موقع قصر الزعفران فى صحراء العباسيه.
كان حول القصر حدائق على مساحه ١٠٠ فدان زرعت به مساحات شاسعه من نبات الزعفران وهو سبب تسميه القصر لأن رائحه النبات كانت تفوح فى أنحاء المنطقه بأسرها،
وفى سنة ١٨٨٢م إحتلت بريطانيا العظمى مصر فطلب الخديو توفيق من جدته الانتقال من القصر لفتره وجيزه لا تتجاوز الثلاث او أربع أشهر لإقامة الضباط الإنجليز الى أن يتم تدبير مكان اقامه اخر لهم فما كان من الإنجليز إلا أن إستولوا تماما على القصر وطردوا الخدم والحاشيه واقاموا بالقصر لمدة ٥ سنوات ثم تركوا القصر فى حال شديد السوء مما دعى السلطان حسين كامل حينها إلى أن يطلب تعويضا عن الخسائر التى لحقت بالقصر من جراء سوء الإستخدام من قبل الضباط الإنجليز قدّرها بمبلغ ٥٠ جنيها مصريا عن كل شهر قضوه فى القصر، ولا توجد أى وثيقه او إشاره إلى أن الإنجليز دفعوا أو حتى إعتذروا للسلطان.
فى سنة ١٩٠٨م يتحول القصر إلى مدرسة ثانويه تحمل إسم الملك فؤاد الأول سنة ١٩٢٢م وقام ملك البلاد بزيارة المدرسة،كما إستخدم القصر لاحقا كمقر مؤقت لأدارة الجامعة المصرية إلى أن يتم إكتمال مبانى الجامعة بالجيزه وكان مكتب مدير الجامعة المصرية آنذاك أحمد لطفي باشا السيد يقع فى الدور الأول من القصر وبعد إتمام بناء الجامعة المصرية تنتقل الادارة من قصر الزعفران الى مبنى الجامعة بالجيزه وتشترى وزارة الخارجيه القصر ليصبح دارا للضيافه وإستقبال الملوك والأمراء الاجانب.
من أهم الاحداث التى وقعت حينها فى القصر التوقيع بالأحرف الأولى على معاهدة ١٩٣٦ بين زعيم الأمه مصطفى النحاس باشا وبحضور وزير خارجية بريطانيا العظمى إيدن والسير مايلز لامبسون المندوب السامى لسلطات الاحتلال الانجليزية وقاده الاحزاب المصرية.
يتكون القصر من ثلاث طوابق:
الدور الأول :
هو الإستقبال وعلى جانبيه قاعتان اليسرى تستخدم كقاعه إجتماعات رئيسيه لمجلس إدارة الجامعة وأما القاعه اليمنى فهي القاعه الشهيره التى توجد بها المائده التى وقعت عليها معاهدة ١٩٣٦ ولا تزال موجوده إلى الأن وأيضا يتم إستخدامها فى وقتنا الحالى كقاعة إجتماعات.
السلم الذهبي :
وهو الذى يؤدى إلى الطوابق العليا من القصر وهو مصنوع من النحاس المغطى بطبقه مذهبّه وهو شديد الفخامه ولا يوجد له مثيل فى القصور المصرية وحين يقف الزائر على السلم ناظرا إلى أعلى يجد أن السقف العلوى للقصر مصنوع من الزجاج البلورى المعشق بالوان زاهيه يغلب عليها لون السماء الازرق تنعكس إضاءته على السلم الفخيم، وإلى وقتنا هذا تعرف معاهدة ١٩٣٦م فى الوثائق الإنجليزيه باسم معاهدة الزعفران وهكذا فى بعض المراجع التاريخية.
الدور الثانى :
وبه ٨ غرف نوم، كل غرفه ملحق بها صالون وحمام تركى مصنوع من الرخام والأضاءة تعتمد على كوّات من الزجاج الملون وحسب وصف دكتور أحمد عبد الرازق وكيل كلية الآداب أن غرف النوم يعلوها قباب ملونه بالوان السماء، تستخدم الغرف حاليا كمكاتب لرئيس الجامعة ونوابه.
الدور الثالث :
كان مخصصا للحاشيه وهو الآن يستخدم كمكاتب إداريه.
فى سنة ١٩٥٠م أصبح القصر مقرا لجامعة إبراهيم باشا ثم تغير إسمها فى سنة ١٩٥٤م مرتين لتعرف أولاً بأسم جامعة هليوبوليس ثم جامعة عين شمس.
إعداد وتقديم
ashraf.ibrahim99@yahoo.com
تعليقات
إرسال تعليق